الكوكب الذي قد يحمل مفاتيح الحياة خارج الأرض : K2-18b

منذ بداية التاريخ البشري ، والبشر ينظرون إلى السماء بحثًا عن إجابات لأسئلة وجودية : هل نحن وحدنا في هذا الكون؟ هل هناك حياة خارج كوكب الأرض؟

وفي السنوات الأخيرة ، اقترب العلم أكثر من أي وقت مضى من تقديم إجابات لهذه الأسئلة🤯! عبر دراسة الكواكب الخارجية ، ومن أبرزها الكوكب المثير للجدل K2-18b

ماهو كوكب K2-18b؟

K2-18b هو كوكب خارجي يدور حول نجم قزم أحمر يسمى K2-18 في كوكبة الأسد ،  ويبعد عن الأرض حوالي 124 سنة ضوئية تم اكتشافه عام 2015 بواسطة تلسكوب كبلر التابع لوكالة ناسا ، ويُصنف ضمن فئة “الكواكب الفائقة الأرضية” ، أو ما يسمى أحيانًا بـ الكواكب الهايشيانية

خصائص الكوكب

• الكتلة : حوالي 8.6 أضعاف كتلة الأرض

• الحجم : أكبر من الأرض بـ 2.6 مرة تقريبًا

• درجة الحرارة : يُعتقد أنها معتدلة نسبيًا ، وتسمح بوجود الماء في الحالة السائلة

• الغلاف الجوي :يحتوي على الهيدروجين والهيليوم ، ومع مؤشرات على وجود بخار الماء وغازات أخرى

هذه الخصائص ، بالإضافة إلى موقعه داخل “ المنطقة الصالحة للحياة “حول نجمه ، تجعله هدفًا رئيسيًا في البحث عن الحياة


التحقيق العلمي : هل يوجد حياة على K2-18b؟

في آبريل 2025م ،  أعلن علماء من جامعة كامبريدج باستخدام تلسكوب جيمس ويب أنهم رصدوا مؤشرات مدهشة في الغلاف الجوي للكوكب ، أبرزها :

• ثنائي ميثيل الكبريت : مادة على الأرض تُنتج أساسًا بواسطة العوالق البحرية ، وتُعتبر من المؤشرات البيولوجية القوية

• الميثان وثاني أكسيد الكربون : وجودهما معًا في غلاف جوي غني بالهيدروجين يشير إلى احتمالية وجود تفاعلات كيميائية غير اعتيادية ، وقد تكون ذات أصل بيولوجي

رغم أن هذه البيانات ليست دليلًا قاطعًا على وجود حياة ، فإنها تُعد أقوى إشارات رُصدت حتى الآن خارج كوكب الأرض

كوكب هايشياني؟

نظرًا لوجود بخار ماء وغلاف غني بالهيدروجين ، بدأ العلماء في تصنيف K2-18b ضمن الكواكب “الهايشيانية” ، وهي نوع نظري من الكواكب المغطاة بمحيطات عميقة وتحيط بها أجواء غنية بالهيدروجين

هذه الكواكب قد تكون مناسبة لظهور حياة بدائية ، وتُعد أحد أكثر الفرضيات إثارة في البحث عن الحياة الفضائية

تحفظات علمية

رغم الإثارة الكبيرة ، إلا أن العلماء يحذرون من المبالغة فمثلاً :

• المركبات العضوية قد تنشأ بطرق غير بيولوجية

• الإشارات قد تكون ناتجة عن ضوضاء إحصائية أو تحليل خاطئ

• الكوكب قد يكون مغطى بطبقة كثيفة من الغازات تمنع أي إشعاع ضوئي من الوصول إلى سطحه ، مما يصعّب على الكائنات الحية النمو بالطرق التي نعرفها

مستقبل البحث

ستتواصل الدراسات باستخدام تلسكوب جيمس ويب والتلسكوبات القادمة مثل تلسكوب أوروبا الفضائي PLATO والتلسكوب العملاق ELT الذي سيبدأ العمل قريبًا 🔜 

هدف العلماء هو الحصول على طيف دقيق أكثر ، وتحليل الغلاف الجوي للكوكب عبر أطوال موجية متعددة

K2-18b لا يزال لغزًا ، لكنه فتح نافذة جديدة على عالم ربما يضج بالحياة في مكان ما من هذا الكون الفسيح

إنه تذكير بأن اكتشافاتنا العلمية لا تنتهي عند حدود الأرض ، وأننا في رحلة مستمرة لفهم الكون ومكاننا فيه

ربما تكون الحياة على K2-18b ممكنة… وربما تكون مجرد وهم لكن الأكيد أن هذا الكوكب قد غيّر طريقة تفكيرنا في معنى “ الحياة خارج الأرض ”

By:

Posted in:


أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ