
مُنذ القدم ، أثارت ظاهرتا الكسوف والخسوف دهشة الإنسان ، ودفعته إلى البحث عن تفسير لِما كان يعتبره سابقًا أحداثًا خارقة للطبيعة ومع تطور العلم ، أصبحنا نعلم أن هذه الظواهر ليست إلا نتيجة لحركة الأجرام السماوية في نظام دقيق ومحسوب في هذا المقال ، سنستعرض هاتين الظاهرتين من حيث التعريف ، الأنواع ، الأسباب ، المراحل ، وكيف يمكن رصدهما ، مع لمحة عن الجانب الفلسفي والجمالي فيهما
ماهو الكسوف والخسوف؟
• الكسوف الشمسي : هو ظاهرة تحدث عندما يقع القمر بين الأرض والشمس ، فيحجب ضوء الشمس عن جزء من سطح الأرض
• الخسوف القمري : يحدث عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، فيدخل القمر في ظل الأرض ، مما يؤدي إلى ظلامه أو تغير لونه
ماهي الشروط لحدوث الخسوف والكسوف؟
• يجب أن يكون القمر في طور المحاق (New Moon) لحدوث الكسوف
• يجب أن يكون القمر في طور البدر (Full Moon) لحدوث الخسوف
• يجب أن يكون القمر قريبًا من أحد العقدتين المدارية ( النقطة التي يتقاطع فيها مدار القمر مع مدار الأرض حول الشمس ) ، لأن ميل مدار القمر يجعل الاصطفاف الكامل نادرًا
أنواع الكسوف والخسوف؟
أنواع الكسوف الشمسي :
1 – كسوف كلي : يُحجب قرص الشمس بالكامل ، ويظهر هالة الشمس ( الإكليل )
2 – كسوف جزئي : يُحجب جزء من الشمس فقط
3 – كسوف حلقي : يظهر القمر في مركز الشمس ، ولكن لا يغطيها بالكامل بسبب بعده ، فيبدو قرص من الضوء حوله كحلقة نارية
أنواع الخسوف القمري :
1- خسوف كلي : يدخل القمر بالكامل في ظل الأرض ويظهر بلون أحمر داكن
2 – خسوف جزئي : يُغطى جزء من القمر بظل الأرض
3 – خسوف شبه الظل : يمر القمر فقط في منطقة شبه الظل ، ويحدث تغير طفيف في إضاءته
ماهي المراحل الفلكية لكل ظاهرة؟
الكسوف الشمسي :
• بداية الكسوف الجزئي
• بداية الكسوف الكلي ( إن وُجد )
• الذروة ( أعظم كسوف )
• نهاية الكسوف الكلي
• نهاية الكسوف الجزئي
الخسوف القمري :
• دخول القمر في شبه الظل
• دخول القمر في ظل الأرض ( الخسوف الجزئي )
• الخسوف الكلي ( إذا حدث )
• خروج القمر من الظل
• نهاية الظاهرة
كيف نرصد الظاهرتين؟
• الكسوف الشمسي يجب أن يُراقب بحذر شديد باستخدام نظارات مخصصة أو تلسكوبات مزودة بمرشحات ، لأن النظر المباشر إلى الشمس قد يسبب تلفًا دائمًا في العين
• الخسوف القمري آمن للرؤية بالعين المجردة ، ويمكن رؤيته من أي مكان على الأرض يكون فيه القمر ظاهرًا في السماء
ماهي أهمية الكسوف والخسوف علميًا؟
• يستخدم العلماء هذه الظواهر لدراسة حركة الأجرام السماوية بدقة
• ساهمت ظاهرة الكسوف في إثبات النظرية النسبية لأينشتاين عام 1919م
• الخسوف يساعد في دراسة الغلاف الجوي للأرض من خلال تحليل انكسار الضوء على القمر
بُعد فلسفي وجمالي
الكسوف والخسوف ليسا فقط ظواهر علمية ، بل يمثلان لحظة التقاء بين الدقة الكونية والجمال البصري تخيل ثلاثة أجرام سماوية ( الشمس ، الأرض ، القمر )
تتحرك في فراغ هائل ، لتصطف بدقة متناهية في لحظة معينة ، تؤدي إلى ظاهرة يمكن التنبؤ بها بالدقيقة والثانية!
هذا يدفعنا للتأمل :
هل نحن أمام صدفة عشوائية؟
أم أن الكون يتحرك وفق نظام أعظم من إدراكنا؟
الإنسان الذي كان يومًا يختبئ خوفًا من هذه الظواهر، أصبح اليوم يخرج ليراقبها ، يصورها ، ويتأملها وهذا تطور لا يخص العلم فقط ، بل الوعي نفسه